مركز الدراسات الأفريقية التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، رغم حداثة تكوينه وتأسيسه لكنّه بدأ يخطو خطواتٍ كبيرةً وضمن المنهاج والبرنامج الموضوع له، وهدفه الأسمى هو إيصال صوت أهل البيت(عليهم السلام) لشتى البقاع والأصقاع، فالقائمون عليه لم يألوا أو يدّخروا جهداً من أجل هذا الهدف، فكان العمل ممنهجاً وواضح المعالم والرؤى.

ومن محطّات المركز التواصلية الأخيرة هي جمهورية غانا واستمرّت لأسبوع، حيث احتوى منهاجه الخاصّ بهذه الدولة الأفريقية جملة من النشاطات والفعاليات أوجَزَها لنا مسؤول المركز الآنف الذكر السيد هاشم الموسوي والذي كان على رأس من قام بهذا البرنامج، حيث بيّن قائلاً: "تمّت زيارة جمهورية غانا في ضمن برنامج التواصل مع أتباع أهل البيت(عليهم السلام) في القارة الأفريقية، والتمهيد لافتتاح معهد إعداد وتأهيل المُبلِّغين لغرب أفريقيا، وقد استمرّت الزيارة لمدة أسبوع، وشملت فقرات عديدة أهمّها القيام بزيارة لمركز الإمام الجواد(عليه السلام) واللقاء بالإخوة القائمين على المركز والاستماع لشرحٍ مبسّطٍ عن أهمّ الأعمال التي يقوم بها وأبرز نشاطاته، واللقاء مع أمراء قبائل المسلمين في غانا وأقاليمها، لنقوم بعد ذلك بعقد لقاء مع عدد من مُبلِّغي العاصمة أكرا والبالغ عددهم أكثر من خمسة وعشرين مُبلِّغاً، بعدها تمّ القيام بزيارة للشيخ حسين زكريا إمام وزعيم الطائفة النقشبندية في غانا ومسؤول عن مدرسة الآداب الإسلامية وهي من المدارس الأكاديمية، كذلك قمنا بزيارةٍ لمسجد الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله) في العاصمة الغانية أكرا".

وأضاف الموسوي: "كذلك تمّت زيارة إقليم أغلموا، والذي يبعد عن العاصمة الغانية حوالي (250 كم)، حيث تمّ اللقاء مع مجموعة من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) وزعيم القبيلة هناك وهو رجل كان مسيحيّاً في البداية فأسلم، وقدّم بعض الأطفال من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) أناشيد تغنّت بحبّ الرسول وأهل بيته(عليهم السلام)، وتمّ تقديم بعض الهدايا التشجيعية لهم، بعدها ألقى زعيم القبيلة كلمة أعلن فيها استعداده لدعم محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) في الأقليم وتقديم كافة وسائل الدعم ومدّ يد العون وحسب ما تقتضيه الحاجة".

تمّت زيارة المنطقة الوسطى بزيارة قبر زعيم الشيعة المرحوم الشيخ عبدالسلام السيسي، وبعدها تمّ اللقاء مع مجاميع من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) كُلّاً على انفراد وإلقاء بعض الكلمات عليهم، وقمنا كذلك بزيارة مدرسة سيد الوصيين الإسلامية في العاصمة الغانية أكرا واللقاء مع المشايخ والمدرّسين والطلبة، وقد أنشد بعض الأطفال أناشيد تغنّت بحبّ الرسول وأهل بيته(صلوات الله عليهم) وتمّ تقديم بعض الهدايا التشجيعية لهم أيضاً، ليتمّ التوجّه بعدها لزيارة مجلس العلماء الشيعة، حيث تمّ اللقاء مع عدد من المبلِّغين الكبار، وقادة النشاط التبليغي في غانا، وتحدّث الشيخ أحمد كمال الدين رئيس المجلس حول المجلس وتأسيسه وأهدافه والصعوبات التي يواجهها المبلّغون في نشاطهم التبليغي، شاكراً في الوقت نفسه العتبة العباسية المقدسة على إقامتها هذا المشروع، والذي ينمّ عن شعورها بالمسؤولية تجاه أتباع أهل البيت(عليهم السلام)".

"إقليم أكيم فواس هو من المحطات التواصلية التي انطلقنا تجاهها، وهو إقليم يبعد عن العاصمة الغانية حوالي (400كم) تمّ اللقاء بالإخوة الشيخ أحمد إمام الجماعة وهو المسؤول عن المشايخ هناك، كما التقينا مع بعض المشايخ والإخوة الشيعة من المنطقة وبعد أداء صلاة الظهرين تمّ إلقاء كلمة على المصلّين من الرجال والنساء".

"ولغرض التواصل مع الحوزات والمدارس الدينية قمنا بزيارة لحوزة الإمام الحسين(عليه السلام) في جامع الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله) واللقاء مع الطلبة في المدرسة التابعة لمؤسسة الإمام الحسين(عليه السلام)، المدرسة هذه تضمّ بعض الدارسين من الدول المجاورة، ويبلغ عدد الدارسين أكثر من (50طالباً) تقريباً، وللمؤسسة نشاطات أخرى، منها: إقامة الاحتفالات في مواليد أهل البيت(عليهم السلام)، وإقامة المآتم في وفياتهم(سلام الله عليهم) وإشرافها على بناء عدد من المساجد والحسينيات هناك، وشملت كذلك زيارة زعيم الإقليم وهو رجل مسيحي ومن الشخصيات المتعاونة مع الإخوة المشايخ هناك، حيث مَنَحَهم قطعة أرض كبيرة لبناء مجموعة من المدارس وروضة عليها".

مُبيّناً: "ومن ضمن اللقاءات تمّ عقد لقاء مع أمناء رابطة أهل البيت(عليهم السلام) ورئيس الرابطة الشيخ آدم ونائبه الشيخ نوح، وزيارة مسجد وحوزة أهل البيت(عليهم السلام) العلمية الإيرانية في أكرا، واللقاء مع جناب السيد صدرالدين مسؤول الحوزة، مع مبلِّغي المجمّع الفقهي التابع للحوزة، فضلاً عن اللقاء مع رابطة فاطمة الزهراء(عليها السلام) النسوية، وتحدّثت رئيسة الجمعية عن الغرض من تأسيس الجمعية، وهو وصول صوت الرسالة المحمدية وصوت الرسول والأئمة وبالأخص صوت الزهراء(عليهم السلام) عن طريق المبلِّغات الى غانا وأقاليمها لكثرة شريحة النساء، وقالت: إن هناك طرقاً عديدة لتبليغ أهداف أهل البيت(عليهم السلام)، مثلاً عن طريق التلفاز أو الراديو.

لتختتم هذه الزيارة بلقاء مع مجموعة من الشباب اللبنانيين في منزل أحد أفراد الجالية اللبنانية، وتمّ إلقاء محاضرة للتعريف بعمل العتبة العباسية المقدسة فيما يتعلّق بالتبليغ في القارة الأفريقية، وبرنامج مركز الدراسات الأفريقية، وفسح المجال لهم للمشاركة في البرنامج".

تخلّل البرنامجَ إلقاءُ محاضرات توعوية وإرشادية، وتعريفٌ بعتبات كربلاء المقدسة والدور الذي تقوم به داخل وخارج مدينة كربلاء المقدسة، والذي تجلّى في صورة تواجدنا بينكم وتقديم هدايا تبرّكية من العتبة العباسية المقدسة لبعض من الشخصيات التي تمّت زيارتها.

يُذكر أنّ قسم الشؤون الفكرية والثقافية في الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة قد أعلن في وقت سابق عن تأسيس مركزٍ للدراسات الأفريقية يعنى بالتبليغ الديني في القارة الأفريقية، ويرتبط بالقسم المذكور، وقد تأسس المركز بعد موافقة مجلس إدارة العتبة المقدسة على ذلك في اجتماع خاصٍّ بهذا الموضوع بعد دراسة معمّقة للأهداف وإمكانات التنفيذ وسبل إنجاح العمل.

وإنّ المركز يتكوّن من عددٍ من الأقسام الفنية والإدارية التي تعنى بإعداد المبلِّغين بعد استقدامهم من بلدانهم في أفريقيا، وإدخالهم في دورات مكثّفة في العلوم الدينية ضمن مدارس وحلقات الدرس للحوزة العلمية في النجف الأشرف، ثمّ إرسالهم الى بلدانهم للتبليغ بلغاتها في مواسم التبليغ الرئيسية في شهر رمضان أو محرّم أو صفر، كما تعنى هذه الأقسام بتأسيس موقع للمركز على الشبكة الدولية للمعلومات(الأنترنت)، والنشر الإعلامي للنشاطات التبليغية ومتابعة شؤون المبلّغين، وإصدار الكراسات التي توثّق أعمالهم.